الناسُ قد تكون مُشتقّةً من الإِنس أو الأُنس، وأَصله أُناس حُذِفَت الهمزةُ من أوَّلِه، تَخفيفاً، وهو اسمُ جَمعٍ يدلّ في ذاتِه على مَعْنى الجمع، كَقَوْمٍ وَرَهْطٍ، وفيهِ مَعْنى الجِنْسِ، والجِنْسُ يَحْصُلُ بِحُصولِ الواحِدِ ويَدُلُّ عَلَى تَعَدُّدِ المعاني، أمّا الأناسيُّ التي في الآيَة: « لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا» [الفرقان:49]* فهو جَمع إنسيّ ولا عَلاقَةَ له بالنّاس، قال الفراء في قوله عز وجل «وأَناسِيّ كثيراً» الأَناسِيُّ جمعٌ والواحد إِنْسِيٌّ، وإِن شئت جعلته إِنساناً ثم جمعته أَناسِيّ فتكون الياءُ عوضاً من النون المحذوفَة